نعيش حالياً بدايات عصر الرقمنة، ونسير بوتيرة متسارعة باتجاه الاعتماد الكلي على الآلة، الذكاء الإصطناعي مصطلح أعمق من غزو الروبوتات للكوكب، إذ بات تقنية تلجأ لها كافة قطاع التكنولوجيا والبرمجة، من أجل الحصول على نتائج مذهلة ومجدية في أنظمتها، وعند اللجوء إلى التكنولوجيا تضيع الشركات بين إثنتين، الإشتراك أم بناء برنامج. 

يخدم قطاع التكنولوجيا والبرمجيات اليوم كافة القطاعات الأخرى عبر بيع البرامج كخدمة، ويحقق أرقامً تثبت حجم الإقبال على هذا السوق، حيث تشير الدراسات وفقا لموقع “Statista” أن سوق برامج الشركات حقق أرباحً بلغت 227 مليار دولار خلال عام 2021، ومن المتوقع أن تصل أرباح هذا القطاع إلى 348 دولار بحلول عام 2026.

باتت الشركات من كافة القطاعات تعتمد بشكل كلي على البرامج المحوسبة، لتسيير أعمالها ومنح تجربة أفضل للعملاء، وكثرت التساؤلات بهذا الخصوص، هل تشترك الشركات بنظام؟ أم تبني برنامجها الخاص؟

7 عوامل عليك أخذها بعين الاعتبار قبل أن تقرر مسألة الإشتراك أم بناء برنامج:

1. التكلفة:

ليس من المنطقي أن تفكر فقط بتكاليف تأسيس نظام أو برنامج، إذ أنه من المستحيل التنبؤ بتكاليف برنامج خلال دورة حياته، في دراسة لStandish Group، أكثر من نصف المشاريع تبلغ تكلفتها أكثر ب 189% مما كان مقدراً لها.
الإشتراك:
يتكفل المزود بكافة التكاليف المتعلقة بالنظام، من التطوير والتصميم مرورا بفترة التجريب ووصولاً إلى الصيانة. في هذه الحالة لا تحتاج للاستثمار بمشروع من الصفر، تحتاج فقط أن تشتري الإشتراك لتتمكن من إستخدام النظام.


وعند التعامل مع مزود يمتلك قاعدة زبائن كبيرة، تحصل على نظامك بتكلفة منخفضة نظراً لوفورات الحجم، حيث تقل التكلفة عند المزود كلما زاد حجم الإنتاج.
أمرٌ آخر عليك أخذه بعين الإعتبار وهو تكلفة التدريب، إذ أن موظفيك بحاجة لفترة تدريب على النظام حتى يتأقلموا معه، وهي تنطبق على البناء أيضاً.
البناء:
مسألة بناء برنامج جدية وتستلزم دراسة معمقة، كونها إستثمار حقيقي يستنزف الموارد ولا يمكن التغاضي عن مخاطره.
عليك هنا أن تتكلف بكل شيئ، بدءً من التصميم والتطوير مروراً بالتجربة والاختبار ثم الصيانة و البدء بالاستخدام.
وإذا أردت إجراء التعديلات والإضافات، ستجد الموضوع مكلفاً وفيه استنزاف للوقت. حيث أن 70% من تكلفة البرنامج تأتي بعد التشغيل.

2. التحكم:

نقصد بالتحكم، كم تمتلك من السيطرة على برنامجك، أي طريقة تطويره وعمله وكيف يؤثر على سير عملك ومستقبل شركتك.
الإشتراك:
عند شراءك الخدمات من مزود قد لا تحصل على سيطرة كاملة.
لكن إذا ما طلبت ميزات وخصائص من المزود تساعده في تطوير برنامجه وتفيد الزبائن الآخرين، يحتاج حينها لتلبية طلباتك.
يعتمد الأمر على علاقتك بالمزود، إذا ما كانت العلاقة مبنيةً على شراكة وليست تقليدية، ستحظى بسيطرة توائم متطلبات عملك وخططك الإستراتيجية.
البناء:
عند بنائك لبرنامجك، ستكون الآمر والناهي، وستمتلك سيطرة مطلقة على البرنامج في آلية عمله وخصائصه. ستبني برنامجك وفقاً لاحتياجاتك.
لكن مع التحكم الكلي بالبرنامج، تأتي مسؤوليات كبيرة، ستكون مخاطر البناء كلها على عاتقك، دون شريك إستراتيجي خبير في التكنولوجيا يحمل هذه الأعباء عنك.
ستحتاج فريق تطوير إستثنائي يمتلك القدرة والوقت الكافي للتركيز على تطوير نظامك، ولا ضمانات لأن يستمر معك الفريق، حيث ستجد نفسك تائهاً لأن كل ما يخص البرنامج متعلق بأفراد الفريق.

3. الصيانة:

دون صيانة باستمرار، لن يستمر البرنامج بالعمل بسلاسة، ستواجه المشكلات التقنية ولن يتطور النظام.
الإشتراك:
يتحمل المزود كل ما يتعلق بالصيانة والتطوير، وحينها تكون قادراً على التركيز على عملك وإنجاز المهام التي ستعود عليك بالربح.
لا بد لك عند الإشتراك ببرنامج، أن توقع إتفاقية مع مزودك تضمن لك حقك، حتى تكون مسؤولية الإستخدام والصيانة واضحة عند كل الأطراف.
البناء:
عند بنائك لبرنامجك ستكون المسؤول عن كل ما يتعلق بالصيانة والتطوير والتحديث.
الصيانة مكلفة للغاية، وتستنزف الموارد، حيث تستلزم ميزانية خاصة وطاقم من المطورين والفنيين لإبقاء البرنامج فعالاً وصالحاً للإستخدام.

4. الوقت:

عنصر الوقت هام للغاية. لكل مشروع خط زمني والوقت يعني المال، ومدى استعجالك يحدد الطريقة الأنسب للبدء ببرنامجك.
الإشتراك:
إذا كانت مسألة برنامجك مستعجلة، لا خيار لك سوى الشراء، حيث ستكسب الوقت لصالحك وستكون بالغنى عن تكاليف البناء.
الأمر الذي تستثمر وقتك فيه هو تحديد البرنامج الأنسب لك، والبدء بتشغيله بالتزامن مع تدريب موظفيك على إستخدامه.
الوقت الذي يستغرقه تطبيق النظام يختلف من شركة إلى أخرى، لكن سيكون مزودك قادراً على اعطائك وقتاً دقيق بناءً على معرفته وخبرته.
البناء:
نظراً لكونك لا تمتلك خبرة المزود ومعرفته، ستكون عاجزاً عن وضع جدول زمني، ستجد الكثير من التحديات خلال العمل ستجعل معادلة الخط الزمني معقدة.
فريق عملك سيكون مسؤولاً عن الخط الزمني بدلاً من شريك تكنولوجي، ولهذه المسألة إيجابيات وسلبيات.
يعتمد الأمر على حجم المشروع، لكن فترة البناء بالعادة تستغرق من 9 إلى 18 شهراً حتى يصبح برنامجك قائماً وصالحاً للعمل.

5. الدعم الفني:

ستكون دوماً بحاجة للمساعدة من مصادر خارجية فيما يتعلق بتطوير وتشغيل برنامجك.
الإشتراك:
إذا قررت الإشتراك في برنامج، ستجد فريقاً كاملاً مستعد لخدمتك والإجابة عن تساؤلاتك، كونهم متمرسون في كل ما يتعلق بالبرنامج.
سيشرف المزود على تدريب موظفيك، كما سيوفر لك دليل إستخدام وشخصاً محترف تلجأ إليه.
ستجد قاعدة من المعلومات المنشورة على الانترنت فيها كل ما يتعلق بالبرنامج ويتشارك فيها العملاء مشكلاتهم وخبراتهم.
البناء:
إتخاذ هذه الخطوة سيضع على عاتقك البحث عن الإجابات والحلول المتعلقة ببرنامجك.
قد تكون قادراً على بناء قاعدة الدعم داخلياً، لكنها ستكون مكلفة. وستجد اولويات اخرى تستلزم تخصيص الميزانية لها، كما ستواجه تحدي استمرارية طاقم العمل.

6. تخزين ملفات المصدر:

ملفات المصدر والتي تتكون من مجموعة من الأكواد المصدرية تعد نواة البرنامج وأساسه. إذ يتم جمعها من لحظة تأسيس البرنامج، وتحتاج إلى تخزين ومتابعة مكلفة.
الإشتراك:
عند الاشتراك بنظام، لن تقلق بشأن ملفات المصدر وتخزينها، حيث أنها مكلفة للغاية وبشكل تراكمي، أي أن تكلفة تخزينها ترتفع مع الوقت، ويكون المزود مسؤولاً عنها.
البناء:
عند بنائك لنظامك من الصفر، سيتوجب عليك تحمل تكلفة تخزين ملفات المصدر، والاعتناء بالأكواد المصدرية التي ستشكل عبئاً عليك وستجد نفسك بحاجة إلى تخصيص ميزانية خاصة بها.

7. الإحتياجات المستقبلية

الشيئ النهائي الذي عليك التمعن فيه قبل اتخاذ قرارك بشراء برنامج أو بنائه هو احتياجاتك المستقبلية.
هل تخطط لأن يشمل نظامك كافة دوائر الشركة ام بعضها؟ وما هي أهداف البرنامج بعيدة المدى؟
الإشتراك:
إذا كنت تبحث عن السرعة والدعم الفني والفعالية دون الاعتماد بشكل كبير على التخصيص، الشراء هو خيارك الأفضل.
ستستفيد من الحلول المتجددة بإستمرار والتي يقدمها لك المزود، والتي تكون مبنيةً على طلبات العملاء الآخرين والتي تتماشى مع التطور والاتجاه المستقبلي للتكنولوجيا والبرمجة.
البناء:
عندما تبني برنامجك يجب أن تكون مستعداً للتكاليف التي سترافق بناء وتشغيل ملفات المصدر.
ستجد نفسك مقيداً لو اردت مواكبة أي تكنولوجيا جديدة وإضافتها للبرنامج.

مع نمو سوق البرمجيات في العالم، وتحقيقه لأرقام كبيرة سنوياً، وجدت الكثير من الشركات أنه من المقنع الاشتراك مع مزود أو العمل على شراكة مع خبير تكنولوجي. حيث أن حل الاشتراك ببرنامج بات الأنسب نظراً لقوة هذا القطاع والتنافسية العالية فيه، حيث أن معظم مزودي الأنظمة مثل لوجستكس، تتلائم أسعارهم نسبياً مع حجم عملك.

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *